في مشهد يعكس انهيارًا تامًا للحد الأدنى من المسؤولية، تدخل محافظة لحج أسبوعها الثاني في أزمة كهرباء خانقة، وسط صمت مريب من سلطتها المحلية الغارقة في الفساد والتقاعس، وعجز حكومي شامل لا يملك حتى القدرة على الاعتذار أو التبرير.
بعد انقطاع دام أسبوعين كاملين، تنفّس المواطنون الصعداء لبضع ساعات فقط، قبل أن تعود الظلمة لتخنق أنفاسهم من جديد. لا كهرباء، لا ماء، لا خدمات، ولا حتى وعود كاذبة كما اعتادوا، كل شيء متوقف، وكل شيء ينهار، بينما تستمر القيادات المحلية في لحج بممارسة هوايتها المفضلة: الغياب.
يعيش سكان لحج اليوم تحت وطأة حرٍّ لا يُطاق، وظلامٍ لا يُحتمل، وتدهورٍ شامل في كل مناحي الحياة. الأطفال ينامون على الأرض الساخنة، المرضى يتلوّون بلا أجهزة تبريد، والمحال التجارية تغلق أبوابها في وجه اقتصاد يحتضر.
أما السلطة المحلية، فهي رهينة توازنات سياسية عقيمة، لا تُنتج إلا مزيدًا من المعاناة اليومية للمواطنين، لا أحد يجرؤ على اتخاذ قرار، ولا أحد يملك الشجاعة للاعتراف بالفشل، وكأن لحج ليست سوى هامش في دفتر نسيه الجميع.
الفساد لم يعد مجرد خلل إداري، بل أصبح جريمة يومية تُرتكب بحق سكان لحج، الذين يدفعون الثمن من صحتهم وكرامتهم ولقمة عيشهم. فهل من صحوة؟ أم أن لحج ستظل تُحرق في صيفها القاتل، بينما يكتفي الفاسدون بالمكيفات والمناصب.