تشهد مدينة تعز منذ سنوات تفاقم ظاهرة تسويق المواد الغذائية الفاسدة أو قريبة الانتهاء، في ظل ضعف الرقابة الرسمية وتزايد جشع بعض التجار الذين يسعون لتحقيق أرباح سريعة على حساب صحة المواطنين.
وفي أحدث تقاريرها، حذّرت جمعية حماية المستهلك في نشرتها الأخيرة من خطورة دخول مواد غذائية قريبة الانتهاء إلى أسواق المدينة. وكشفت الجمعية عن وصول شحنة احتُجزت في نقطة الهنجر يوم الجمعة الماضي، تضمنت 50 كرتونًا من "إندومي" علامة حلومي تنتهي صلاحيتها في 2 أكتوبر 2025، أي بعد ثلاثة أسابيع فقط، إضافة إلى 50 كرتونًا من "مليم أبو عود" للأطفال (ماركة JUMBO) تنتهي في 12 ديسمبر 2025، أي بعد ثلاثة أشهر فقط. وأكدت الجمعية أن استمرار تسويق مثل هذه السلع يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة المواطنين، خصوصًا الأطفال، داعيةً إلى تشديد الرقابة ومنع دخول هذه المواد قبل أن تتحول إلى كارثة صحية.
كما كشفت الحملة الميدانية الأخيرة التي استهدفت أسواق الأدوية والصيدليات عن انتشار واسع لظاهرة بيع الأدوية قريبة الانتهاء، حيث يتم تسويقها للمواطنين بأسعار مرتفعة رغم خطورتها الصحية، في ظل غياب أي رقابة فعالة من الجهات المختصة.
كما تم ،الأربعاء، إتلاف أطنان من مواد تصنيع "الطرزان" و"البفك" في تعز، بعد ضبطها منتهية الصلاحية ومخبأة داخل مخازن أحد المصانع، فيما جرى قبل أيام تحريز كمية مماثلة في مديرية صبر الموادم جنوب تعز، وهو ما يكشف اتساع دائرة استغلال صحة المواطنين لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
وبحسب مختصين صحيين، فإن استهلاك المواد منتهية أو قريبة الانتهاء يزيد من مخاطر التسمم الغذائي وضعف المناعة، وهو ما يفسر تكرار حالات التسمم التي تشهدها مستشفيات تعز بشكل دوري خلال الأعوام الأخيرة.
إلى جانب ذلك، تنتشر في المدينة مطاعم ومحال تجارية لا تلتزم بالمعايير الصحية، ما يسهل تسويق منتجات رديئة أو منتهية الصلاحية. وتستغل هذه الممارسات ضعف الرقابة وغياب الإجراءات الرادعة، ليبقى المستهلك الحلقة الأضعف في مواجهة هذا الخطر المتنامي.
وطالبت جمعية حماية المستهلك السلطات المحلية بوضع حلول جذرية لوقف دخول السلع قريبة الانتهاء، وتشديد الرقابة على التجار والأسواق، وإطلاق حملات تفتيش منتظمة لحماية صحة المواطنين.
وفي ظل هذه المعطيات، يتساءل المواطنون بقلق: هل تحولت تعز إلى سوق مفتوحة للبضائع والأدوية الفاسدة والمنتهية الصلاحية؟.