الدكتور احمد عبداللاه لادباء الضالع الشباب : أنتم اليوم أكثر من مجرد أدباء يكتبون أو شعراء يشعلون وهج القصيدة، بل أنتم حملةُ مشعل في عتمة حاضر مرتبك
الأمناء / خاص

 


خاطب الاديب والكاتب والمفكر الدكتور احمد عبداللاه الشباب المشاركين في فعالية اشهار ملتقى الادباء الشباب قائلا" : أيها الشباب، أنتم اليوم أكثر من مجرد أدباء يكتبون أو شعراء يشعلون وهج القصيدة، بل أنتم حملةُ مشعل في عتمة حاضر مرتبك، ورسُلُ ضوء يفتّش عن مسالكه في متاهة الزمن. عليكم أن تُصغوا جيّدًا إلى ما تقوله الأرض: أن تمنحوها لسانًا في القصائد، ووجهةً في الكتابة، وأن تردّوا إليها بعضاً مما أعطتكم.

واضاف عبداللاه في رسالته الموجهة الى الشباب : الكتابة ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل فعل مقاوم وصناعة معنى، و جسرٌ بين ما يسكن الأرض وما يتراءى في الحلم.

إن مسؤوليتكم لا تقف عند حدود الإبداع الفردي، بل تمتد إلى إعادة تقديم وطنكم، الذي تسعون إلى بنائه، في صورته الأصدق والأجمل. صورة تكشف أنه ليس فقط أرض أزمنة متبدلة ومنعطفات وتضحيات، بل أيضًا أرض عطاء وإبداع، ومخزن وعود لمستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً .

وتابع : أنتم، يا حَمَلة الأقلام، لستم فقط أوصياء على ذاكرة وطنٍ أثخنته الجراح، بل مهندسو صورته الآتية من وراء ضباب المراحل. 

وحراس المعنى الذي يوشك ان يتبدد في زحمة ما هو سطحي، فلا تجعلوا كتاباتكم مجرد كلمات، بل شغف يُنسج من قلب الأرض، من رائحة المطر، من عَرَق الآباء، ومن صبر الأمهات واجتهاد التلاميذ الذي يتحوّل إلى مصابيح للمعرفة .

وزاد : فأنتم لا تكتبون لتملؤوا الفراغ بالنصوص، بل لتفتحوا في جدار العتمة نافذةً تطل منها الروح على غدٍ جديد. 

لهذا، اكتبوا لتجعلوا من النصوص شهادات تُحصّن الحقيقة من التزييف.
 ففي زمن التضليل يصبح قول الحقيقة وكأنه عملاً ثورياً يُنقذ الأفق من سراب اللحظة وهشاشتها. فالكلمة قوّة قادرة على إعادة صوغ الواقع وتصحيحه: وسلاح للكرامة، وبذرة لمستقبل يُزرَع في العقل والوجدان قبل أن يُبنى على الأرض.


وفيما يلي نص الرسالة :

رسالة إلى ملتقى الأدباء الشباب – الضالع
——————————————
——————————————

صباح الإبداع، أيها الشباب، صباح الوطن البعيد - القريب.

من مكان آخر على هذا الكوكب أحمل إليكم تحية صادقة تفيض بالمحبة، وأبارك لقاءكم الذي يجمع نخبة من جيل المبدعين.

 إنّه لقاء لا يشبه المناسبات التقليدية، بل ينهض كعلامة فارقة في زمن صعب، يفتقر إلى معنى يواكب روح العصر، وكإعلان أن الكلمة ما تزال قادرة على أن تكون وطنًا حين تتعب الأوطان.
وكم هو بهيج أن نستحضر صباحات الضالع، كأنها تعود إلينا بارتداد زمني بعيد، فتضعنا – نحن الذين نعيش الشتات – تحت وصايات الحنين.

الضالع - جزء حيوي من الجنوب - ليست مسقط الرأس على خارطة،  بل هي خارطة الوجدان، ومستهل كل شيء.
 نبدأ بها تحايا الصباح، وتتسلل إلى الأحاديث الخاصة والعامة، ولا تفارق النصوص إلا لتعود إليها. 

هي قصيدة مكتوبة بمعاناة الآباء وأحلام الأجيال، وخطابٌ محفور في صخور الجبال كالنقش الأبدي، وجرسُ نداء يسكن دماءنا.

الحنين إليها - في البعد- يغدو طغياناً عاطفياً يفيض فوق انساق الإدراك ويصوغ وعياً يتأرجح بين لحظات التجلّي والانخطاف.
 وكأنه يذيب حدود المحيط المادي حتى تغدو الأشياء انعكاساً لصورتها. 

ونرى كل شيء بمرآتها:   الجبال قامتها الشامخة، والغيم وشاحاً كونياً يطوق الأفق، والمطر نَصّاً شعائرياً تتلوه أفلاك الفصول، حتى لتكاد أن تصبح دورة ضالعية خاصة على إيقاع الزمن .

أيها الشباب، أنتم اليوم أكثر من مجرد أدباء يكتبون أو شعراء يشعلون وهج القصيدة، بل أنتم حملةُ مشعل في عتمة حاضر مرتبك، ورسُلُ ضوء يفتّش عن مسالكه في متاهة الزمن. عليكم أن تُصغوا جيّدًا إلى ما تقوله الأرض: أن تمنحوها لسانًا في القصائد، ووجهةً في الكتابة، وأن تردّوا إليها بعضاً مما أعطتكم.

إن مسؤوليتكم لا تقف عند حدود الإبداع الفردي، بل تمتد إلى إعادة تقديم وطنكم، الذي تسعون إلى بنائه، في صورته الأصدق والأجمل.

 صورة تكشف أنه ليس فقط أرض أزمنة متبدلة ومنعطفات وتضحيات، بل أيضًا أرض عطاء وإبداع، ومخزن وعود لمستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً .

أنتم، يا حَمَلة الأقلام، لستم فقط أوصياء على ذاكرة وطنٍ أثخنته الجراح، بل مهندسو صورته الآتية من وراء ضباب المراحل. 

وحراس المعنى الذي يوشك ان يتبدد في زحمة ما هو سطحي، فلا تجعلوا كتاباتكم مجرد كلمات، بل شغف يُنسج من قلب الأرض، من رائحة المطر، من عَرَق الآباء، ومن صبر الأمهات واجتهاد التلاميذ الذي يتحوّل إلى مصابيح للمعرفة .

فأنتم لا تكتبون لتملؤوا الفراغ بالنصوص، بل لتفتحوا في جدار العتمة نافذةً تطل منها الروح على غدٍ جديد. الكتابة ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل فعل مقاوم وصناعة معنى، و جسرٌ بين ما يسكن الأرض وما يتراءى في الحلم.
لهذا، اكتبوا لتجعلوا من النصوص شهادات تُحصّن الحقيقة من التزييف. 

ففي زمن التضليل يصبح قول الحقيقة وكأنه عملاً ثورياً يُنقذ الأفق من سراب اللحظة وهشاشتها.
 فالكلمة قوّة قادرة على إعادة صوغ الواقع وتصحيحه: وسلاح للكرامة، وبذرة لمستقبل يُزرَع في العقل والوجدان قبل أن يُبنى على الأرض.

ما تنتجونه على الصفحات، يا معشر الأدباء الشباب، ليس ترفًا لغويًا بل مواجهة علنية مع الزمن، واشتباك مع الذات ومع المحيط كي يُولَد منه المعنى. 
ففي النص لا يُقدم الواقع كما هو، بل يُعاد بناؤه كفضاء للتفكير وإعادة النظر في التجارب وتقييمها.

 والإنسان عبر الكتابة يكتشف قدرته على تحويل المعاناة إلى معرفة، والذاكرة إلى جذور تُرسّخ الهوية، وإلى أفق مفتوح. 
وهي في النهاية فعلٌ يؤسّس لوعيٍ يضع المعاني والقيم الإنسانية والحضارية في نسيج واحد.

اقرأوا كثيرًا، أيها الزملاء من جيل الأبناء.. اقرأوا في التاريخ والعلوم والأدب والدين والفلسفة، وفي مسيرة الحضارات، بل وحتى في الميثولوجيا وما وراءها. 
حققوا ذاتكم، فإن أعمق البواعث الطبيعية في الإنسان يكمن في سعيه لتحقيق الذات.

اقرأوا كل شيء لتكتبوا كما ينبغي أن يُكتب. فالكلمات لا تولد من فراغ، بل تتنفس من ذلك الرصيد العظيم للتراث الإنساني والإنتاج القديم والمعاصر، ثم تعيش بداخلكم مثل كائن حيّ: تضيء عتمة الروح، وتفتح أبواب الغد. إنّها طاقة خفيّة، حتى وإن حملت بين حروفها مشقة الحنين إلى وقع آخر، فانها في الوقت ذاته توقد جذوة الأمل. 

الكتابة مسؤولية، والشعر ميثاق، والأدب بصورة عامة عهدٌ مع الإنسان ومع الأرض. فكونوا أوفياء لهذا العهد. 
وحين تكتبون عن بلادكم، كما يفعل الكبار عندما يجعلون من مسقط الرأس نافذة على العالم، تتحول في نصوصكم من جغرافيا المهد إلى رمزٍ مفتوح يفيض بالمعاني.

 فكل نصّ عنها ليس مجرّد وصف لمكان، بل إسهام في إعادة تعريف الانتماء، بمعناه الأشمل و بأبعاده الإنسانية والعصرية، بعيدًا عن الضيق والعصبيات.

مرة أخرى، أيها الأدباء الشباب، اكتبوا عن الحياة واكتبوا عن الأرض، عن بلادكم: عن جبالها كأنها أبجدية شاهقة ورمز للصمود، وعن ضبابها كأنه استعارة للغموض الخلاق أو قصيدة ملحمية تُتلى فوق تضاريس الزمن، وعن شهدائها كأنهم فصول خالدة في كتاب الحرية، أولئك الذين اختاروا الخطوط الأمامية ليمنحوكم نسائم الصباحات ورفيف الفراشات في مواسم المطر. دعوا نصوصكم لا تروي الحكاية وحسب بل تُعيد ترتيب الواقع والزمن، وتستحضر المستحيل، وتفتح نوافذ جديدة للوعي، لتقول للعالم إن على أرضكم مستقبل يتخلّق في عقول وأفئدة  شبابها كما يتخلّق الفجر الندي.

في الختام، نتطلّع جميعاً، في الداخل والخارج، إلى إنجازاتكم وإلى مسيرتكم الإبداعية المكلَّلة بالنجاح. 
ولكم منّا خالص التمنيات بدوام العطاء والتميّز.

احمد عبد اللاه

متعلقات
الدكتور احمد عبداللاه لادباء الضالع الشباب : أنتم اليوم أكثر من مجرد أدباء يكتبون أو شعراء يشعلون وهج القصيدة، بل أنتم حملةُ مشعل في عتمة حاضر مرتبك
منسقية كلية ردفان الجامعية تؤكد تأييدها لقرارات الرئيس الزُبيدي وتطالب بمعالجة تأخر رواتب هيئة التدريس
برئاسة لملس .. الوفد الحكومي يزور ميناء يانغشان بمدينة شنغهاي الصينية ويطلع على آليات عمله وتقنياته الحديثة
"الأمناء" تستطلع آراء نخب سياسية وإعلامية ومجتمعية حول قرارات الرئيس الزبيدي وبيان المجلس الانتقالي ..
عاجل : السلطة المحلية والانتقالي وقيادات الجيش والأمن في لحج يعلنون مباركتهم الكاملة لقرارات الرئيس الزبيدي ..