قيادة الحملة الأمنية: لا تهاون — العدالة ستطال مهربي المخدرات إلى أقصاهم
العميد شكري: المخدرات آفة وطنية ونحتاج زوارق بحرية حديثة لوقف التهريب
من المهرة إلى الحوثي: شبكة تهريب تكشف مسار شحنة مخدرات دولية
تحقيق ميداني: كيف تستغل شبكات التهريب السواحل لتمرير المخدرات إلى الشمال؟
نصف طن سابقاً.. والكميّة الأخيرة تهدد شباب الجنوب: تحذير من آفة المخدرات
المخدرات كسلاح: كيف تُستخدم لتفكيك النسيج الاجتماعي وزرع الانتهازية؟
في إنجاز أمني جديد، تمكنت الحملة الأمنية المشتركة في مديريات الصبيحة بمحافظة لحج، بقيادة العميد حمدي شكري، من إحباط واحدة من أكبر عمليات تهريب المخدرات الموجهة إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي. العملية النوعية جاءت ضمن الجهود المستمرة للحملة منذ انطلاقتها قبل عامين في مكافحة التهريب بجميع أشكاله، سواء أسلحة أو ذخائر أو مواد مخدرة، والتي تستهدف بها المليشيات المجتمع والاقتصاد الوطني، مع تركيز خاص على فئة الشباب.
تفاصيل العملية
يوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025، اشتبهت وحدات البحرية التابعة للحملة الأمنية في قارب يحمل اسم "الميدان" بالقرب من سواحل خور العميرة بمديرية المضاربة ورأس العارة.
وعند اعتراضه، عُثر على كميات كبيرة من المخدرات المتنوعة على متنه، فيما لاذ قارب آخر بالفرار خارج المياه الإقليمية.
تم القبض على أربعة مهربين من أبناء مناطق الشمال (الخوخة وحيس)، تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً، بينهم قائد القارب (فهمي.م.س.ا) وثلاثة بحارة آخرين.
وكشف التحقيق الأولي أنهم انطلقوا من محافظة المهرة عبر البحر، مروراً بعدن حيث حصلوا على الوقود، قبل مواصلة رحلتهم باتجاه الشمال لتسليم الشحنة للمليشيات الحوثية.
إشراف قضائي ومشاركة رسمية
حضرت قيادة الحملة الأمنية، يتقدمها العميد حمدي شكري، رفقة وكيل النيابة الجزائية المتخصصة في عدن القاضي المنتصر بالله وهيب، ومدير مكافحة المخدرات في لحج المقدم مختار الدقم، ومدير عام المديرية الشيخ مراد جوبح، وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية، إلى خور العميرة لمتابعة عملية التحريز بحضور إعلامي واسع.
وبإشراف مباشر من وكيل النيابة، تم فتح عنبر القارب وتوثيق استخراج الشحنة المخدرة الكبيرة، مع أخذ عينات لفحصها في مختبرات عدن تمهيداً لإتلافها لاحقاً بقرار قضائي.
تصريحات المسؤولين
القاضي المنتصر بالله وهيب:
أكد أن "الكمية المضبوطة كانت كافية لإغراق المحافظات الجنوبية بالمخدرات"، مشدداً على أن النيابة لن تتهاون مع أي متورطين في شبكات التهريب، وأن العدالة ستطالهم بقوة القانون. كما أشار إلى سوابق قضائية تضمنت إتلاف شحنات كبيرة بينها كوكايين تم ضبطه سابقاً في عدن.
العميد حمدي شكري:
كشف أن الحملة سبق وأن ضبطت كميات ضخمة من المخدرات، بينها نصف طن قبل شهرين فقط، محذراً من خطورة هذه الآفة على المجتمع، وداعياً إلى تضافر الجهود لمواجهتها. وأوضح أن الإمكانيات البحرية للحملة محدودة وتعتمد حالياً على قوارب صيادين، مطالباً المجلس الرئاسي بتوفير زوارق حديثة لتعزيز قدرات مكافحة التهريب.
المقدم مختار الدقم:
أوضح أن "انتشار المخدرات والفواحش في بعض الأوساط المجتمعية يتطلب عملاً أمنياً متواصلاً"، مؤكداً أن إدارة المكافحة تواصل ضبط المروجين والمتعاطين بوتيرة عالية.
الشيخ مراد جوبح:
أشاد بدور الحملة في إعادة الأمن والاستقرار للمديرية، معتبراً أن جهودها الأمنية فتحت المجال للتنمية والاستثمار، نظراً للأهمية الاستراتيجية للمنطقة برّاً وبحراً.
تنسيق أمني – قضائي
عُقد لقاء مشترك في ديوان المديرية بين القاضي المنتصر بالله والمقدم الدقم، جرى خلاله مناقشة ظاهرة انتشار المخدرات في لحج. وشدد وكيل النيابة على "ضرورة مداهمة أوكار المروجين والمتعاطين من الجنسين دون استثناء، والضرب بيد من حديد على كل من يمارس أعمالاً مخالفة للقانون والدين".
وتستمر الحملة
تؤكد هذه العملية النوعية أن الحملة الأمنية في لحج باتت تشكل سداً منيعاً في وجه شبكات التهريب، وأن التنسيق بين الأجهزة الأمنية والقضائية يسير بخطى ثابتة نحو تجفيف منابع المخدرات ومنع وصولها إلى الشباب. ورغم محدودية الإمكانيات، فإن النجاحات المتواصلة تعكس إصرار القيادة الأمنية والمجتمعية على حماية الوطن والمجتمع من أخطر أدوات المليشيات الحوثية في الحرب: المخدرات.