من التضحيات إلى بناء الدولة ٠٠وثيقة بن بريك نداء اللحظة التاريخية
بقلم: [ علي بالعبيد ]

 

في لحظة تاريخية فارقة حيث تتلاطم أمواج السياسة الإقليمية والدولية وتتشابك المصائر تأتي كلمات اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك كضوء ساطع يخترق ضباب المشهد. 
إن طرحه ليس عبارة عن تحليل بل هو صرخة عقل ومنطق في وجه العبث السياسي ووثيقة تأسيسية لمرحلة جديدة لا تحتمل أنصاف الحلول أو المغامرات الفردية. إنها دعوة صريحة لوضع حجر الأساس لدولة جنوبية حقيقية دولة بحجم التضحيات وعظمة الطموح تقوم على أركان الحكمة والواقعية والمؤسسية.
في خضم التحولات العاصفة التي تشهدها المنطقة والعالم يأتي طرح اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي حول "مستقبل الجنوب في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الحالية"
ليمثل بوصلة حقيقية ترسم مساراً واضحاً نحو بر الأمان. إن هذا الطرح ليس مجرد مقال عابر بل هو وثيقة استراتيجية عميقة وشهادة على نضج سياسي ورؤية ثاقبة تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار . أجد نفسي متفقاً قلباً وقالباً مع كل نقطة أثارها اللواء بن بريك فهي لا تعبر عن رأي شخصي بقدر ما تلامس هواجس وتطلعات كل جنوبي غيور على وطنه:
*نعم للمشروع الوطني الجامع* لقد أصاب كبد الحقيقة حين أكد أن المرحلة تتطلب تجاوز "الشخصنة" والالتفاف حول مشروع وطني جامع. فبناء الأوطان لا يتم بجهود فردية بل بتكاتف العقول والسواعد الخبيرة التي تضع مصلحة الجنوب أولاً وأخيراً.
*نعم للواقعية السياسية* إن دعوته الصريحة لنبذ "المراهقة السياسية" وتبني استراتيجية تستوعب تعقيدات الواقع الدولي والإقليمي هي صوت الحكمة الذي نحتاجه اليوم. لقد ولى زمن الشعارات الرنانة وحان وقت العمل الدؤوب لتقديم مشروع جنوبي يحظى بالقبول والاحترام على الساحتين الإقليمية والدولية.
*نعم للحوكمة الرشيدة* إن بناء دولة حديثة يبدأ من إرساء منظومة إدارية فعالة وعقيدة عسكرية احترافية. فالدولة التي نصبو إليها هي دولة المؤسسات والقانون التي تخدم مواطنيها وتحمي مكتسباتها بكفاءة واقتدار.
*نعم للتنمية الاقتصادية* لقد لخص اللواء بن بريك المعادلة ببساطة وعمق: قيمة الدولة الحقيقية تتجسد في تحسين حياة مواطنيها. إن أي مشروع سياسي لن يكتمل ما لم يرافقه رؤية اقتصادية واضحة تضمن للمواطن الجنوبي العيش الكريم والازدهار الذي يستحقه.
*نعم للحوار والإعلام المتزن* إن التأكيد على الحوار كقاعدة أساسية وعلى ضرورة تبني خطاب إعلامي عقلاني هو الضمانة لبناء جسور الثقة في الداخل والخارج. فالجنوب القادم يجب أن يكون شريكاً موثوقاً لجيرانه وعنصر استقرار في المنطقة.
إن كلمات اللواء أحمد سعيد بن بريك ليست مجرد دعوة بل هي نداء تاريخي ومسؤولية تقع على عاتق كل القوى السياسية والمجتمعية في الجنوب. إنها خارطة طريق واضحة المعالم إذا ما تم السير عليها بصدق وإخلاص فإنها كفيلة بتحويل الحلم الجنوبي إلى حقيقة راسخة وبناء دولة تليق بتضحيات شهدائنا وطموحات أجيالنا القادمة.
في نهاية المطاف إن ما قدمه اللواء بن بريك ليس خيارات مطروحة بل هو السبيل الوحيد لتجنب الانزلاق نحو المجهول.
*فالتاريخ لا يرحم أولئك الذين يضيعون الفرص الثمينة في صراعات هامشية أو حسابات ضيقة*
إن هذا الطرح هو أمانة في عنق كل قائد سياسي ومسؤولية على عاتق كل جنوبي وفرصة أخيرة قد لا تتكرر للارتقاء من حالة الثورة إلى منطق الدولة. فإما أن نلتقط هذه الدعوة التاريخية ونبني معاً وطناً صلباً يتسع للجميع أو نحكم على أنفسنا بالبقاء على هامش التاريخ نتحسر على حلم ضاع بين أيدينا.
*إن مستقبل الجنوب يُصنع اليوم بعقول واعية وإرادة صلبة وهذا هو جوهر رسالة بن بريك*

متعلقات
درجات الحرارة المتوقعة اليوم الإثنين في الجنوب واليمن
أسعار الذهب اليوم الإثنين 22-9-2025 في اليمن
تجاوز «الظاهرة».. فيران توريس يؤمن لبرشلونة وصافة الليغا
اليوم الرابع من الغضب.. «إعصار المشهري» يعصف بإخوان تعز اليمنية
في اجتماعه الدوري التاسع.. مجلس إدارة البنك المركزي اليمني يعرب عن تقديره العالي للأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة على الدعم الاخوي