الأهلي المصري في نهائي أبطال أفريقيا بفوز ساحق على النجم الساحلي
تقرير/ حُســـين رضـــا

 

لم يكن أغلبية الجنوبيين يدركون ما كان يتعرض له أبناؤهم من ظلم فاق الحدود، حد وصول ذلك الظلم لدرجة العبث بمناهجهم الدراسية واستغلالها كمنصة لتصفية الحسابات البينية فيما بين المتصارعين الكبار، ومن دون ذرة رحمة.

"الأمناء" كشفت أجزاء من ذلك المخطط الخطير الذي يستهدف النشأ والثقافة الجنوبية ويغرس في ذهنه مصطلحات منحرفة منذ نعومة أظافرهم، وحتى عدم إدراك أنهم لا يدركون هذه المصطلحات المدمرة لثقافة الطفل، وتحميله مصطلحات الحقد والكراهية والانتقام، منذ المراحل الأولى في طفولته، وعدم قبوله بالآخر.

ومن ذلك الجنون الكبير، هو قيام الطرف المنتصر وشركائه في حرب 94 بتغيير وتحريف المناهج الدراسية والعبث فيها، بل وممارسة الأجندة التحريضية في أذهان الطلاب الصغار، الذين لا يفقهون ما يدسُّه الكبار من سموم في هذه المناهج الدراسية..

وتظهر صور من بعض مناهج الصف الرابع لمادة الاجتماعيات التي تدرس الوطنية كما يُفترض، لكنها لا تدرس إلا المناطقية، والحكم على الجنوبيين بالردة والانفصال حسبما هو مبين في صور المنهج التدميري، وكذلك استعراض القوة العسكرية لنظام صالح وشركائه بالطريقة ذاتها التي يحشد لها حالياً الحوثي، وكأنهم شخص واحد، حيث لا يظهر في كل تلك الصور التي تم العبث بها سوى مسح الهوية الجنوبية لدى النشأ الجنوبي، ولو كان حتى على حساب التاريخ المدون في كل مكان..

خيانة الأمانة

وانتقد ناشطون حقوقيون متخصصون بحقوق الطفل تفشي هذه الظاهرة، متهمين المشرفين على إعداد تلك المناهج الدراسية بخيانة الأمانة الموكلة إليهم، وبأنهم مساءلون أمام الله تعالى ، وأنه لا بد من محاسبة مسؤولة لمن أوعز ونفذ هذا التحريض العنصري أو الطائفي ضد فئات بعينها.

وعد مراقبون سياسيون ذلك بأنه (فضيحة كبرى)، لا يمكن لعاقل أن يستوعب هدف أن تكون المناهج منصَّة لتعليم الأطفال ثقافة تدمره والمجتمع الذي يعيش فيه، كأن تنبني على أحكام فظيعة منها على سبيل المثال "حكم الرِّدّة والانفصال".

وقال المراقبون، أن هذا الأمر لا يختلف البتَّة بين ما قام به شركاء الوحدة المغتصبة وبين ما يولول عليه الآن الحقوقيون والمتحررون ودعاة الحرية ونابذي التطرف والطائفية، وذلك بشأن عبث الحوثيين بالمناهج، وتجنيد الأطفال ودعوتهم لرفد الجبهات بالمقاتلين، وهم من شرَّع وأسس لهذه البنية الفاسدة واحتراف منهج تصفية الحسابات، وبطريقة بشعة، يتم إقحام الأطفال الأبرياء وتميمهم بمناهج مؤدلجة تسمم عقولهم وتنسف الآخر تماماً بمجرد الاختلاف على أي أمر، وهذا ما حدث مع والديهم.

وانكشف المستور!

واتهم "عارف الزوكا" الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الحوثيين بأنهم يعبثون بالمناهج الدراسية ويقومون بتعديلها وتحريفها على أسس طائفية، موضحاً الخطر الكبير الذي يتعرض له النشأ جراء هذه الممارسات التي قال أن المؤتمر لن يقبلها أبداً.

مصادر خاصة قالت أن الإعلامي "محمد علي العماد" رئيس شبكة الهوية الإعلامية، ردَّ على المؤتمريين بشكل قاسٍ، وأمطر الزوكا على وجه الخصوص وحزب الإصلاح، الذين وصفهم بأنهم انتهازيون وأنانيون، حد قوله.

وأتبع قوله: " الآن أصبحنا نحن يا زوكا من يعبث بالمناهج الدراسية، وصرتم أنتم وشركاءكم بالأمس أبرياء من كل ما تتهموننا به ، لكن اطمئنوا .. لدينا بل ولدى الشعب اليمني العظيم، ما يفضحكم ويفضح مؤامراتكم، ودسائسكم وعبثكم بالمناهج أنتم وحزب الإصلاح، ونحن على أتم الاستعداد لنشكل لجنة لفحص المناهج التي ما حرفتموها أنتم ".

وأضاف: ( لسمعوا.. أنتم من بدأ لعبة العبث والتحريض ضدَّ الجنوبيين وضدَّنا والمناهج بين أيدينا بتشهد، ولجميع اليمنيين أن يُراجعوا المناهج الدراسية ليروا الكفر البواح فيها، وليروا الدولة التي كنتم تمثلونها أنتم وشركاءكم في حزب الإصلاح) .، مواصلاً: ( بالله عليكم أيش ذنب الأطفال المساكين الذين تلقِّنوهم دروس الردة والانفصال في مناهجكم الجميلة؟! ، لكن ما بنقولكم إلا قول المثل الشهير" رمتني بدائها وانسلت")
 

واختتم العماد حديثه بقوله: " نحن نعرف أهدافكم يا زوكا أنتم وحقوقيي الإصلاح جيداً، وتحريض الناس المساكين اللي ما يفهموا، أيش اللي عملتموه مع الأطفال المساكين؛ لكن ما في مشكلة لدينا، أن نفتح عليكم قليلاً من النار، حتى تعرفوا مع من تعبثون، يا مغذيي العنصرية والطائفية والمناطقية، أنتم من يوم وصولكم للحكم يا انتهازيين وحتى يومنا هذا والشعب في اقتتال وصراع دائم، لكن نحن جئنا نصلح أخطاءكم، يا حكام الإفك وشركاء الجريمة "، حسب قوله.

 

تصويب للأخطاء!

وفي وقت سابق من ذلك، أقرت جماعة الحوثي الانقلابية إجراء تعديل في المناهج الدراسية، مصدرة تعميما وتهديدا منعت بموجبه تصوير هذه المناهج بأي وسيلة كانت.

وقالت مصادر في صنعاء، إن جماعة الحوثي منعت محلات ومراكز الطباعة والتصوير من تصوير المناهج الدراسية لهذا العام وهددت من يخالف الأمر بالحبس ودفع غرامة مالية.

وذكرت المصادر أن الحوثيين أقدموا على حبس أحد العاملين في محل طباعة وتصوير بشارع الدائري وسط العاصمة صنعاء على خلفية تصويره مناهج الدراسة لإحدى المدارس الخاصة حيث قاموا بالاعتداء عليه وجره من محل عمله وحبسه لأيام وفرض غرامة مالية عليه.

وأكدت المصادر أن الحوثيين يقومون بإرسال أشخاص متنكرين تابعين للأمن السياسي إلى محلات التصوير ليطلبوا منهم تصوير المناهج ومن يقبل تقوم بحبسه مباشرة.

وأقر شقيق زعيم جماعة الحوثي ووزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، يحيى الحوثي، قيامهم بإجراء تعديل في المناهج الدراسية.

ووصف يحيى الحوثي، الذي كان يتحدث في حوار مع القناة التعليمية اليمنية الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية، ما جرى للمناهج الدراسية بأنه عملية تصويب للأخطاء المطبعية والعلمية في المناهج الدراسية وخاصة في التعديلات التي تمت بعد العام 2011 والتي تمت بسرية تامة ولم ينتقدها أحد رغم الخطورة الكبيرة فيها، بحسب قوله.

وزعم الحوثي أن عملية التصحيح لتلك الأخطاء في المناهج الدراسية تمت من قبل اللجنة العليا للمناهج، مشيرا إلى أن اللجنة تمثل كل الأطراف السياسية.

وقال الحوثي إن اللجنة التي استعانت بخبراء وأكاديميين في جامعة صنعاء ومركز البحوث والتطوير التربوي وكبار موجهي المواد في قطاع المناهج والتوجيه أجرت التعديلات وفق أسس علمية مهنية بحتة، حسب زعمه.

من جانبهم، وفي أول تصعيد ضد المليشيات، أعلن المعلمون اليمنيون في صنعاء عن مسيرات ووقفات احتجاجية، يوم الثلاثاء، لصرف رواتبهم المتوقفة منذ عام، فيما دعت نقابة المهن التعليمية للاحتشاد أمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة صنعاء.

متعلقات
هلال قلنسية يتوج بطلاً لدوري الفقيد عمر علي لالم
الحماطي " نجم كروي من الزمن الجميل ينتظر الإنصاف والتكريم
آرسنال يخطف تعادلا مثيرا من ساوثهامبتون
مدرستي الشهيد / صالح عنتر الجليلة و الشهيد / الجريذي تستعدان لإحياء الذكرى ال 52 لعيد استقلال الجنوب الأول
أختتام مميز لدوري كرة الطائرة في مدرسة الفقيد سعيد صالح النموذجية بحالمين