جمال عبدالناصر
الأمم المتحدة وخطاب الحضرمي العدائي

الرئيــس الفلسطيني حمل قضية بلاده التي عمرها أكثر من سبعين سنة وألقى خطابه كما كل سنة في حضرة الجمعية العامة للأمم المتحدة، برغم شعوره بالظلم المرير والسنوات الطويلة من اليأس ؛ إلا أنه انتقى عباراته بعناية لتليق بالمكان والزمان والحضارة ، وفق الدبلوماسية والمنطق السياسي وبما يتماشى مع الذوق العام ، وهو يعلم أن مئات الملايين من المشاهدين بالإضافة إلى زعماء العالم وجيوش المثقفين والحقوقيين كانوا يتابعون الحدث بعناية واهتمام ، بينما وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي كانت كلمته بلغتها الخشبية المليئة بالشتائم والوعيد ، البعيدة بسنوات ضوئية عن آداب الحديث وفن صياغة العبارة ، ظهرت ألفاظها تمامًا كألفاظ زعماء داعش الذين يهددون ويتوعدون ، بما لا يتماشى مع المنطق السياسي والدبلوماسي ، ولهذا شخصية وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي ضعيفة الظهور وخافتة الإلقاء ؛ دليل واضح على أنه مسير وليس مخير ، كُتبت له ولم يكتبها ، فرضت عليه وهو لا حول ولا قوة.

 

ومن استمع لمفردات كلمة وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي تم اختيارها بعناية للتوافق مع فكر ومشروع الإسلام السياسي في اليمن ، نفس العبارات وأسلوب الاخوان في الكتابة ، التزوير والكذب والخداع ، الانتقاء لأشياء معينة تخدم الجماعة مثل تسترتهم برداء الشرعية لضرب المجلس الانتقالي ودولة الإمارات العربية المتحدة ، إهمال المعلومات بشأن خمس سنوات تم إنفاق المال بسخاء لتصل الأسلحة والذخائر للحوثي وداعش والقاعدة في اليمن والجنوب ، الإسهاب في وصف المجلس الانتقالي بالمتمرد الخارق للقانون ، عدم ذكر جرائم الميليشيات الحوثية التي استمرت خمس سنوات ، من سرقة ونهب واعتداء ورعب وقتل وعنف وعبث وفساد وتعذيب داخل السجون ، كل ما ارتكبته العصابات الحوثية من جرائم لم يذكر وزير الخارجية اليمني عنه ، سذاجة الإخوان وقد عاش أغلبهم حياة السجون وفاتهم تطور العالم ، وكأن الأمم المتحدة غبية لتصدق الأكاذيب ، وكأنه لا توجد لديها فرق على الأرض تعلم عن الجنوب واليمن هي والدول العظمى ما لا يحلم وزير الخارجية اليمني ومن معه بمعرفة تفاصيله ، قبل محمد الحضرمي وقف الكثير من المناهضين لاهداف التحالف والإرادة الجنوبية في الاستقلال في نفس المكان ، تفوه بالهرطقات ، تندرت وسائل الإعلام بالمسخرة وأظهرته بطل بمرتبة مهرج، هكذا هو وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي إن لم يكن أكثر غباء.

مقالات أخرى

مستشفى الرعب للأمراض النفسية

سحر درعان

الدفاع عن الجنوب وأهله لا يمر عبر شيطنة الانتقالي

صالح شائف

توحَّش ولا تُبالي.. حين يكون الوطن هو القضية"

عبدالفتاح فريد ناشر

قبل تنتقد او تعترض فكر معي بعقلية وطنية؟ 

علي الزامكي