عبدالفتاح فريد ناشر
توحَّش ولا تُبالي.. حين يكون الوطن هو القضية"

 

في زمنٍ تتلاشى فيه المواقف وتذوب فيه المبادئ أمام إغراءات المال والسلطة، يبقى المناضل الثابت على الحق هو الحصن الأخير لكرامة الأمة. أولئك الذين لا يساومون، لا ينحنون للعاصفة، ولا يخونون العهد، هم من يُحملون الوطن على أكتافهم ويمضون به في دروب النار ليصنعوا له فجرًا من كرامة ، وأعظم المناضلين هم هناك في كافة جبهات الشرف و الكرامة على امتداد خط المواجهة مع الاحتلال الايراني و أدواته الارهابية الحوثية .

حين تدافع عن وطنك، عن شعبك، عن الفقراء الذين لا سند لهم إلا صوتك وسلاحك وكلمتك، لا مكان لنصف المواقف. في معركة الكرامة لا حياد، فإما أن تكون مع الحق أو تصمت إلى الأبد. وها هم المناضلون الحقيقيون – من وقفوا في وجه الظلم، ومن رفعوا راية المقاومة في زمن الركوع – لم يعرفوا الخوف، بل توحّشوا دفاعًا عن أرضهم، عن دماء الشهداء، عن صرخة الأم التي ودّعت ابنها شهيدًا، وعن طفلٍ يحلم بوطن لا تسرقه الخيانة.

المناضل ليس من يكتب البيانات من برجه العاجي، بل من يكون في الميدان في معركة البناء الحقيقي للمؤسسات الوطنية و يخوض غمار التحدي ضد أرباب الفساد دفاعا عن الشعب وحقه بالحياة الكريمة ، هناك يكون المناضل الحق كتفه إلى كتف البسطاء، يحمل همّهم كما يحمل  السلاح ، ويزرع في قلوبهم الإيمان بأن النصر قادم، وأن الحق لا يموت وإن طال ليله.

الوطن لا يُحمى بالتصريحات، بل يُحمى بالعقيدة التي تسكن القلب وتشتعل في المواقف. لذلك، حين تكون في خندق الدفاع عن الحق، لا تتردّد، توحّش ولا تُبالي، فعدوك لا يرحم، والخيانة لا تنتظر، والمعركة لا تعرف الحياد.

المناضل الحقّ هو من يفهم أن الكرامة أثمن من الحياة، وأن الحرية لا تُوهب بل تُنتزع، وأن الأرض لا تُباع مهما كان الثمن. فلتكن قلوبنا مثل حجارة الوطن: صلبة، صامدة، لا تنكسر.

عبدالفتاح فريد ناشر السقلدي

مقالات أخرى

توحَّش ولا تُبالي.. حين يكون الوطن هو القضية"

عبدالفتاح فريد ناشر

قبل تنتقد او تعترض فكر معي بعقلية وطنية؟ 

علي الزامكي

في ذكراها السادسة عشرة.. مجزرة زنجبار تتجدد في ذاكرة الجنوبيين

غازي العلوي

الالتفاف على قضية وسط اليمن (التأريخ يعيد نفسه)

محمد عبدالله القادري