شعشع النهار وظهرت عورة الشرعية وبدأت تتخبط يمنة ويسرة، تلفظ أنفاسها الأخيرة وتصدّر قرارات تشعل النار وتصب الزيت عليها.
قرار وزير الخارجية وقرارات شبوة وسقطرى وتلكؤها في حوار جدة وصمود الانتقالي وبروز نجمه كمحاور قوي له جذوره في الأرض.. كل هذا قرّب من وفاة الشرعية المحتوم وأصبحت القناعة تتزايد عند دول العالم بأن الانتقالي وُجِد ليبقى وأن الشرعية في الموت السريري (الإكلينيكي) تلفظ أنفاسها الأخيرة.
اختار الزيود حاكمهم وقاتلوا معه خمس سنوات وهذه شهادة كافية بشرعيته على الأراضي الزيدية وحب الزيود لإمامهم الجديد وهو امتداد للدولة الزيدية قديما والتي حكمت تلك البلاد ألف عام فيما سبق.
وفي الجنوب اختار شعب الجنوب حكامه في المجلس الانتقالي الجنوبي ويقاتلون من أجله ويعترفون بشرعيته ويبسطون السيطرة على تراب الجنوب كل يوم وصولا إلى سقطرى، عروس المحيط الهندي، جنوبية الهوى والهوية، وما يخوضه رجال شبوة وأبين في عزان ومودية ولودر وميفعة خير دليل، وها هي حضرموت تنتفض وبعدها المهرة وكل بقعة في أرض الجنوب العربي ستصبح جحيما يتوقد تحت أقدام الغزاة والمحتلين وأذنابهم المحليين.
لا توجد للشرعية أرض إلا مأرب وتعز، وما عليهم سوى التحرك إلى هناك إذا ما قبلت بهم قبائل مأرب وإلا فالمنفى مصيرهم المحتوم، وكان على هادي يوم هروبه من صنعاء أن يختار الجنوب وشعبه ولا يختار حزب الإصلاح والإسلام السياسي بكافة أحزابه الإخوانية والرشادية والقاعدية والداعشية الأحمرية.. فقد اختار الطريق الخطأ.
وأخيرا سيتحالفون مع الحوثي وقطر وإيران ظناً منهم بأن المملكة والإمارات ستتركهم في حالهم.. أبداً ستكون هذه هي نقطة اللاعودة ونهاية البداية، لا خيارات أخرى لديهم، ولا ضوء لنهاية النفق.
مقالات أخرى