صغيري أحمد.. الروح ترثيك والدمع يبكيك ويبكي حال أمك وأبيك.. الكلمات تقسو عليَ حين أكتبك وأكتب عن رحيلك وأنا التي لم أكتب رثاء قط.. ويحز في وجداني غيابك المطلق الذي ساقته الأقدار الإلهية لحكمة شاءها عز وجل ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى..
لازالت تنهيدة وجع أختك خديجة عالقة في ذهني وذاك النحيب والبكاء.. ولازلت عاجزة عن تقديم شيئا آخر غير عبارات الدعاء والصبر والعزاء .. فالفراق مر المذاق.. وفقد الأخ أشد حرقة وله وقع خاص في النفس.. فهو صديق الطفولة والأيام ومكمن ضحكات بريئة لا يكدر صفوها هم ولا كراهية..
وجعي على جسدك الصغير _ابن الثلاث سنوات_ الذي طاله التقصير والاهمال الحكومي قبل أن ينال منه تيار الكهرباء.. ويخطف أنفاسه ونبضاته.. لم تكن تعلم أن رغبتك في شراء (الشبس) ستكلفك روحك الطاهرة .. ولكنهم يعلمون أن أي تقاعس منهم سيسلب أرواح المواطنين ويزهق حياة الأبرياء.. وأعلم أنهم سيحاسبون على ذلك..
موجة حزن اجتاحت قلبي لأنك لم تنعم بالكهرباء في بيتك وابتليت بصعقة قوية تسكن جسدك وتطفئ روحك.. ولأن خدمة الكهرباء لم تصلك بالصورة المطلوبة ..
إلى متى تستمر مهزلة مؤسسة الكهرباء ؟ إلى متى يموت أطفالنا وأحباءنا نتيجة الاهمال والتقصير والتجاهل؟ الضنا غااااالي أذاقكم الله نفس الكأس ونفس الحرقة واللوعة.. كما حرمتم الصغير أحمد من حقه في الحياة واللعب بدم بارد وحرمتم أهله من ضجيج لعبه وضحكه وملامحه الملائكية الصغيرة .. ولا اعتذار يقبل منكم ولا عزاء..