سعد ناجي أحمد
أهمية تفعيل مبدأ التصالح والتسامح

إن الشعب الجنوبي العظيم، ذات القلب الواسع والنفس الطويل الذي مر بظروف وصراعات كثيرة، شهد أحداثا مؤلمة ومنعطفات سياسية مختلفة، ورغم كل ذلك، إلا أن شعب الجنوب وقواه الواعية والحكيمة على مختلف المراحل، استطاع التعامل مع كل الأحداث والمتغيرات والمنعطفات بعقلية حكيمة بتحويل كل المآسي الحزينة إلى تصالح وتسامح ومحبة وإخاء انطلاقا من حرص الشعب على الوطن وتلاحم قياداته الذين رافقتهم الكثير من الصراعات السياسية التي حاولت القوى المتآمرة زراعتها واستثمارها ودعمها بهدف استهداف الجنوب وموقعه الاستراتيجي وقياداته التاريخية والمناضلة، وهذا ما وصلنا إليه اليوم، وتجرعنا مرارته جميعا وبدون استثناء.
فهل حان الوقت اليوم في هذه الظروف الهامة أن تدرك القيادات الجنوبية مسؤوليتها التاريخية تجاه شعبها وقضيته العادلة وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه من خلال تصفير عداد الماضي بكل مخلفاته ومآسيه وفتح صفحة تاريخية جديدة شعارها التصالح والتسامح والثقة والأخلاق النبيلة والتنمية الشاملة؟ فما أجمل التصالح والتسامح  من أجل الجنوب وشعبه، وتفعيله قولا وعملا! وهذا هو أساس النجاح وصمام أمان الجنوب وانتصاراته وتلاحم قياداته، وإن ما يقوم به هذه الأيام عدد من القيادات الجنوبية المناضلة من حوارات ولقاءات ومشاورات (جنوبية – جنوبية) عمل عظيم، وها هي الهامة الجنوبية المناضلة أ. محمد علي أحمد، اليوم يبذل جهودا كبيرة في تعزيز اللحمة الجنوبية وتجسيد روح التصالح والتسامح، ويستحق كل التقدير والإشادة والتفاعل معه، لما لذلك من أهمية في هذه الظروف الحالية التي تشهدها الساحة الجنوبية، ونتطلع بأمل كبير من تلك الجهود النبيلة في أن تثمر بنتائج إيجابية في تعميق وتجسيد روح التصالح والتسامح، بكل جدارة باعتبارها محطة تاريخية  ونقلة نوعية ترفرف في سماء الجنوب وكل محافظاته الفتية بالتزامن مع جهود قيادات الانتقالي الجنوبي الدولية، وما تم تحقيقه من المكاسب السياسية على الصعيد المحلي والدولي. أيضا يجب أن تستغل هذه الفرصة التاريخية واستثمارها، ومن العيب ضياعها، فالوقت قد حان، وتهيئت الظروف والأسباب.
يا أبناء الجنوب، إنه في توحيد الصفوف والجهود العملية هما الطريق السليم لاستعادة عزتنا وكرامتنا وهويتنا ودولتنا الجنوبية بكامل السيادة. واعلموا علم اليقين أن الإخوة في الساحة الشمالية هذه الأيام يعدون العدة في تعزيز التحالفات بينهم وعلى نطاق واسع بهدف التآمر على الجنوب وثرواته وسيادته والتحالف العربي وانتصاراته واتفاق جدة، وهذا ما يخطط له المشروع الإيراني والتركي والقطري، ومن المحبط أن نترك الفرصة لتلك القوى العميلة والمأجورة أن تجعل من الجنوب العربية والتاريخية، غنيمة للإخوان والقوى الإرهابية والمتمردة وأصحاب الفيد والتجارة، فالجنوب دولة ذات سيادة، ورقم صعب بالمعادلة السياسية، فالوحدة العقيمة فشلت وليس من العيب فك الارتباط والانفصال بعزة وكرامة وحفظ ماء الوجه، ولكن من العيب والعار والذل والإهانة أن تظل الساحة اليمنية في حرب طويلة المدى ليس لها نهاية وربما بطول الأزمة قد تخرج الأمور عن السيطرة ويتحول اليمن إلى غابة موحشة وصوملة  تستغلها القوى الإرهابية وعصابات الفيد والتجارة، وهذا ما ينعكس سلبا على حياة الشعب الجنوبي والشعب الشمالي، المغلوبين على أمرهم والملاحة الدولية والدول الإقليمية والمجاورة، والمجتمع الدولي بكامله، وتصبح الأوضاع الإنسانية وعملية اللجوء والهجرة مشكلة كبيرة وكارثة إنسانية وخيمه، ففكروا جيداً، يا صناع القرار والعقل والبصيرة، فالجنوب بوابة الانتصارات ومفتاح الحل والسلام الاجتماعي على مستوى المنطقة العربية.

 

مقالات أخرى

أهمية تفعيل مبدأ التصالح والتسامح

سعد ناجي أحمد