ورد في حديث الحوض ان ملائكة تدفع بالسياط اناس من امة محمد وتمنعهم من ورود الحوض والوصول اليه فيقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يارب امتي يارب امتي فيناديه منادي ويقول يامحمد انك لاتعلم ما احدثوا بعدك فيغضب منهم ويقول اذهبوا سحقا سحقا .. هذه هي مشكلة الحرمان من النعم اذهبوا سحقا سحقا .. اذهبوا سحقا سحقا
وكلنا نذكر قصة سبأ عندما خصهم الله بجنتين عن اليمين والشمال فبدل ان يشكروا الله على النعمة خالفوا امره فاختاروا حياة التعب والمشقة بان يبدل الله جنتيهم بجنتين من السدر والخمط والاثل فعاقبهم الله وبدل جنتيهم من الحدائق الجنان والبساتين الوارفة والنعيم بجنتين مريرة الطعم شوكية الملمس متباعدة الاغصان لاتظل من تحتها ولاياكل منها طير ولا ترعى فيها بهيمة .
وهانحن اليوم وقد استثنانا الله جل في علاه بامره وتقديره انه حال بيننا وصرف عنا وباء العصر كورونا الذي اصاب الكرة الارضية بكاملها ونجانا من خطره وهو اعلم بحالنا وضعفنا وعجزنا وفشلنا في تدبير امورنا الاعتيادية فكيف بوباء اقعد من كان عليه قادر من كبرى الدول واعظمها فخرت صريعة امامه تحصي وفياتها وتعزل الاصابات وتنكفئ على نفسها محاصرة برا وبحرا وجوا . فما بقي علينا الا نشكر النعمة وندعوا الله ان يديمها علينا … فماذا نحن فاعلون .. ؟ انعود لتاريخ اجدادنا المرير في كفر النعم وحلول النقم انكفر ام نشكر .. كيف لنا ان يحفظ الله ارواحنا ويبعد عنا وباء كورونا ونحن مستمرون في حروب بعضنا البعض ان استمرار الحروب وتحشيد الحشود وتأليب القلوب على بعضها وشحن العداوة والبغضاء وتوزيع السلاح والذخائر هو وباء كورونا الاختياري بما جنته ايدينا لقد اخترنا الاستمرار به ليحل محل الوباء الذي رفعه الله عن بلاد اليمن واصاب الارض بمن فيها . ففي الوقت الذي تحصي فيه دول العالم وفياتها بكورونا بالساعة والدقيقة ومؤشراتها الايجابية بارتفاع متزايد بدلا عن البورصة والمؤشرات الاقتصادية وانكبت منظمة الصحة العالمية في تقصي اخبار كورونا ومتابعة تطورات الاصابة به وتوسع دائرة انتشاره في العالم ونحن لازلنا نحصي القتلى والجرحى في وزارتي الصحة اليمنيتين ( اليمن الانقلابي واليمن الشرعي ) والجنوبين ( الانتقالي والشرعية ) هاهم يتحضرون لاستقبال الحالات الجديدة والمتوقعة للتصعيد الحربي للحرب المستمرة والتي ستزداد ضراوتها زمن كورونا في وقت الرهبة والخوف العالمي من الوباء ووقت التوبة والانابة . لتحل علينا النقمة ويرفع الله عنا النعمة ويلحق باليمنيين مالحق باجدادهم من السخط والوبال فيبدل الله حالنا الى اسوأ حال ويقع فينا قول الباري جل في علاه .. ( ولئن شكرتم لأزيدنكم .. ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ) فشكر النعمة رخاء وسبب في زيادتها وبركتها وحلولها على الارض والانسان وكما قيل في جنة سبأ لما شكروا نعمة الله ( بلدة طيبة ورب غفور ) .. وكفر النعمة شقاء كحال اهل الصريم الذين كفروا النعمة فاستحقوا العذاب .. لقد عاد الزمان بكم يا اهل اليمن فلقد حفظ الله اروحكم مما اصيب به اهل الارض في وباء كورونا فلم تشكروه ببنادقكم ومدافعكم ودباباتكم قتلتم وتقتلون ابناءكم بايديكم وسفكتم دماء اوصى الله بحفظها وهاكم قد اخترتم النار تحرقكم بدلا من الفايروس وتحصد ارواحكم دون فحص او حجر صحي واهلكتم انفسكم
فاستغفروا الله وتوبوا اليه واحفظوا ماحفظكم به دونا عن البشرية لعلكم تسلمون واذكروا الحكمة والايمان والفقه الذي وصفكم به خير البشر بقوله الايمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان ولاتكونوا ممن يقال له عنكم لاتعلم يامحمد ما احدثوا بعدك فيقول اذهبوا سحقا لكم سحقا لكم .. فلا يبالي الله بنا في أي واد نهلك
مقالات أخرى