ما أن تبدء السماء تحتجب بالسحب الماطرة، لتحمل كذا البشرى والخير من المولى عز وجل لكل ما على هذه الأرض من إنسان، وطير، وحيوان. لينبعث بها الأمل في النفوس من جديد، ويسود من بعده التفائل والأرتياح عامة الناس .
ولكن ثمة إنسان اخر لم يستشعر من هذا الأمل شيئ، يسايره هواجس الخوف ويسيطر عليه شبح الرعب خشية من القادم المحتمل، خصوصا إذا كانت تلك الأمطار ينذر هطولها بغزارة على المناطق الساحلية الجنوبية وفقا للتحذيرات الصادرة من مراكز الأرصاد والتنبّأ. وهو ابن عدن، المدينة الباسلة والتي صُيّرت بما تعانيه اشبه ما تكون بالقرية.
وهذا لم يكن إلا بفعل فاعل، اخرجها من موقعها كمدينة حضرية ذات موقع استراتيجي هام وكهمزة وصل تربط قارة اسيا بأفريقيا ليلحقها بمكون المدن المهمشة من قبلهم ويجب عليها أن تعاني كمعاناتها.
وبدون مبرر إلا الحقد عليها، نفذوا بغيتهم منها، وبعدة طرق ابرزها كان العمل على اضعاف خدماتها وبنيتها التحتية من كهرباء، وماء، وصرف صحي. يضاف اليه اهمال التجديد والأستحداث لمنظومة تصريف مياه الأمطار والسيول. والأخيرة هي بيت القصيد. من ذلك...وبالخوف الناجم والناتج عن هذه النعمة الربانية، والتي تبقي دوما عدن وابناء عدن رهين محبس التفكير المتكرر حولها، ولامخرج منها إلا برفع أكفّ الدعاء مستضرعة إلى الله الواحد الأحد.
وعليه. ما يزيد عدن بلة، او بالأحرى نقول ما يزيدها مصيبة فوق مصائبها، أن يقف بعيدا عنها بعشرات الكيلو مترات جيش بعدته وعتداته يسمى جيش الشرعية. متأهب بغية أكتساح هذه القلعة الحصينة والمحروسة بطيبة أهلها، والدخول أليها من الشرق كفاتحين، غير مراعين اي وضع أستثنائي مختلف لها ولا هم بلأصل مكترثين لما تعانيه فقط همهم أرضا بهذا الفعل اللأ إنساني السادة الواقفين لهم من الخلف من كلفوهم بهذه لمهمة المضنية ، عساها أن تحققت تعوضهم عن فشلهم بالتقدم صوب مدينة صنعاء.
صنعاء المدينة الزاخرة، ذات البعد الأجتماعي والسياسي. العاصمة الأبدية على حسب قولهم لليمن، وذو الشوارع الفسيحة والنظيفة، والتي بأمكانها أن تصرّف وتخفي المياه المتساقطة عليها ومهما كان منسوبها وحجمها مثل ما أخفت يوما منسوبهم من النهب والفساد.
مقالات أخرى