فرق كبير وشاسع في زمن إشتعال الحروب بين من يأسر يحارب في الجبهة المقابلة مع الخصم، وبين من يقدم على أرتكاب جريمة أغتيال او قتل لإنسان أمن وأعزل عن السلاح في منطقة ما بعيدة كل البعد عن موقع الأشتباك.
فلأول تكفل له المواثيق الدولية والإنسانية صيانته وعلى الطرف المعني بالأعتقال الحفاظ عليه وعدم المساس به او تعريض سلامته للأذى، والأخر يعتبر مجرم يتوجب مقاضاته وتطبيق عليه الشرائع السماوية والقوانين المكانية والتي تتناسب مع فعلته عقابا على ما أقترف من جرم ، وبذلك تعد كرادع لمن تسول له نفسه ممارسة نفس هذا السلوك المشين.
ومن وراء هذا ثمة ما يبادر إلى ذهن الجميع وعلى كثرت الحوادث التي عبئ وهيئ مأجوريها من قبل رعاتها واصحابها للقيام بالأعمال الشنيعة هذه، وقد تم الإعلان عن مداهة بعضهم والقبض عليهم وولكن لم نشاهد او نسمع عن محاكمة واحدة سرية او علنية جرت تهدف لتنفيذ حكم القصاص الشرعي والعادل بحق المتهمين في هذا السياق من أجل يتوفر لدا الناس على الأقل قليلاً من الطمأنينة بوجود العدالة من قبل من يزعم حمايتهم ؟
وإلى ما لذلك، تتكرر الحوادث الواحدة تلو الأخرى للقتل والتصفيات، ولا يكاد تمر ايام وأسابيع إلا ونسمع ونقرأ عن عملية ناجحة في محافطة من المحافطات الجنوبية تمت فيها مداهمة أوكار العصابات المشتبهة بالوقوف وراء الحوادث المتكررة لتصفية كوادر وسياسين وضباط وأعلامـّين، قضوا نحبهم بهذه البطريقة الروتينية، وأخر هولاء كان المصور والأعلامي الجنوبي القدير والفذ نبيل القعيطي عليه رحمة الله.
ولذلك. قد تبدو المسألة فيها نوع من الغموض واللإلتباس عصية عن الفهم والتحليل لدا عامة الجنوبين. فقط عليهم بمجرد سماع كمثل هكذا حادث يجب القبول دراماتيكياً لما يترد كالعادة وما كونّ عن الفكرة سلفا وذلك بإيصام طرف معني بأمرها، لكنها تبقى قناعة ناقصة بحد ذاتها بنقص الشفافية حولها وبعدم الأفصاح عن كل ما يدور وحدث ويحدث من جرائم كلا على حدة وبصورة معلنة ، ليكي يتلقاها الجميع دون أستثناء تمكنهم لكي يطلعوا على ملبسات من يقف في الخلف مشجعا لهذا المسلك، والذي وللأسف أودى بحيات الكثير من الوطنين الشرفاء.
لذا لعلها رسالة تصل المعنين بالأمر مفادها، أن عدم التسريع في التعامل مع هذا الملف وتوفير صورة واضحة عنه بعيدا عن التكتم والتسويف والمماطلة قد يجعل الضن مخيب للأمال الطموحة لدا عامة الشارع الجنوبي والذي ذاق الأمرين في هذا المجال وقد افنا دهرا وهو يبحث عن له عن موطأ قدم إلى المستقبل المنشود. مستقبل السكينة والأمن والبناء ولأجله بذل الغالي والنفيس وإلى يومنا هذا لم ينل ولو قسطا من الراحة. راحة تنسية على الأقل غربة يوم واحد على وطنه.
مقالات أخرى