لقي إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي لـ"الإدارة الذاتية للجنوب" تأييدا شعبيا واسع النطاق من قبل أبناء شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج، والذي ينظرون إليه كمطلب شعبي وضرورة ملحة وخطوة في الاتجاه الصحيح بعد أن عانوا الأمرين من الحيف والظلم والقهر الذي ارتكبته - بحق أبناء شعبنا الجنوبي - الحكومة الشرعية وفسادها الذين لا تستطع أن تتحمله الجبال، والذي تمثل في تعطيل الخدمات وخلق بؤر العنف والتوترات وزعزعة أمن واستقرار العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية المحررة، ونهب واردات العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية دون أن يعود ولو جزء يسير منها لصالح الخدمات والمشاريع التنموية وغيرها من احتياجات المواطنين.. هذه الواردات التي كانت يذهب معظمها لمحافظات شمالية كمأرب التي لا تورد ريالا واحدا من إيرادات النفط والغاز والضرائب وغيرها إلى البنك المركزي وتستأثر بواردات عدن وغيرها من محافظات الجنوب كشبوة وحضرموت مثلا .
هذا ومن جانب آخر أصبحت هذه الحكومة الشرعية الفاسدة - والتي لا صلة لها بشرعية الرئيس هادي بعد أن تم اختطافها من قبل حزب الإصلاح الإخواني - تشكل عبئا على أبناء الجنوب خاصة وعلى شرعية الرئيس هادي وعلى دول التحالف العربي ممثلا بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكانت سببا رئيسيا لعدم تحقيق أي انتصار في كل جبهات القتال في نطاق اليمن الشمالي، ولهذا ورغم الدعم السخي بالمال والعتاد والسلاح والرجال من الشقيقتين السعودية والإمارات ودول العالم والمانحين إلا أن هذا الدعم ذهب هباء منثورا لجيوب أمراء الحرب ووزراء الحكومة الفاسدة ولم يتم إحراز نجاح يذكر في المعارك ضد ميليشيا الانقلابيين الحوثيين، ولجأت الحكومة الفاسدة إلى فرض عقاب جماعي لأبناء الجنوب في الخدمات وحرمانهم من الوظائف وترك الحبل على القارب للفساد وأخطبوطاته ليحولوا عدن إلى قرية، وهو الأمر الذي بلغ أوج مراتبه منذ تحرير عدن والمحافظات الجنوبية في العام ????م من الميلشيا الحوثية وأذنابها وزاد الفساد والخراب والنهب والسلب وتجويع أبناء الجنوب وقطع مرتباتهم وفرض العقاب الجماعي عليهم في كل مناحي حياتهم وتم طرد الحكومة الفاسدة في أغسطس ????م وجاء اتفاق الرياض بينها وبين المجلس الانتقالي الذي فوضه أبناء ممثلا لهم وفي كل مرة تعرقل هذه الحكومة الإخونجية تنفيذه ولم تجنح للسلم ولم تقم الحكومة بأي دور في رفع معاناة الجنوبيين بعدها من كارثتي كورونا وفيضانات السيول والأمطار، وهو ما ضاعف معاناة شعبنا الجنوبي واستنفر المجلس الانتقالي الجنوبي الذين فوضوه ممثلا ليعلن الإدارة الذاتية للجنوب وتسخير واردات العاصمة عدن لمعالجة ما تركته حكومة الشرعية الفاسدة الإخونجية من آثار كارثية على أبناء عدن خاصة والجنوب عامة.
ومن هذا المنبر نؤكد تأييدنا المطلق كشعب جنوبي حر لقرار المجلس الانتقالي الجنوبي "الإدارة الذاتية للجنوب" باعتبارها ضرورة وطنية وإنسانية وحقوقية ملحة لإنقاذ شعبنا الجنوبي من الظلم والحيف والقهر الذي لحق به من حكومة الفساد الإخونجية، ونطالب دول التحالف العربي وفي مقدمتها الشقيقتان السعودية والإمارات ودول الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية بمساندة شعبنا الجنوبي ممثلا بالمجلس الانتقالي لاستعادة دولته الجنوبية.
مقالات أخرى