تحدثنا فيما مضى عن أهمية الإبداع الذاتي والموضوعي للمجلس الانتقالي وإلى نظرته العقلانية في صورتها الحية التي تبحث عن عوائق الحاضر لتصحيح مسارها مستقبلا، وبحثنا أيضا عن الهوية التي يتباهى بها لتوحيد الكيان الواحد للقضية الجنوبية تحت أجمل مسمياتها، ويعني ذلك حتمية المعرفة لعوالم التقدم من حولنا وترجمة المنجزات على أوسع نطاق.
ومن هذا المنطلق ومن كل الزوايا الوطنية الواسعة التي يتمتع بها المجلس الانتقالي فقد أصبح بكل فئاته ومكوناته الداخلية وبقيادة الرئيس المناضل عيدروس قاسم الزبيدي وكل أحرار الجنوب قادرا على استيعاب التقدم بكل أشكاله وأنواعه، وترويضه لصالح الشعب والأخذ بمنجزات المشروع القومي إلى الأمام، وينقلنا كذلك من واقع الضرورة إلى أفق الحرية، ومن وهاد التخلف إلى ذرى التقدم والفوز والانتصار.
فمهما تحدثنا عن مشاريعه الوطنية والقومية التي يختزنها ويختزلها لصالح القضية الجنوبية والشعب، قد لا نستطيع إنصافه، فلا نتيجة فعلية يمكن أن نحققها في ذلك كله لو تجاهلنا المشروع القومي للمجلس الانتقالي.
لذا فترجمة المشروع القومي أمر في غاية الأهمية، ووسيلة حاسمة في تعميق علاقات التواصل مع العالم المتقدم سواء كان خاصا أو عاما لضمان توسيع دوائر المعرفة والحوار الجاد التي تؤدي إلى امتلاك مفردات العصر ولغاته وتجسير الهوة الفاصلة بين المتقدم والمتخلف والطريق إلى فتح آفاق جديدة من وعود المستقبل الذي لا حدود له وعلامة الانتساب إلى الحضارة في رقيها اللامحدود.
مقالات أخرى