تقرير خاص : 31 عامًا على حرب صيف 94.. الجنوب يستذكر الاجتياح ويراهن على مستقبل السيادة
الأمناء نت /  تقرير – فاطمة اليزيدي :

في السابع من يوليو، يستعيد الجنوبيون ذكرى أليمة مرت عليها 31 عامًا، حين اجتاحت قوات شمالية العاصمة الجنوبية عدن عام 1994، منهية فعليًا مشروع "الوحدة اليمنية"، ومحولة ما وُصف حينها بوحدة اندماجية إلى واقع احتلال وقمع.

إرث الحرب.. جراح لا تندمل

تُعد حرب صيف 1994 محطة سوداء في الذاكرة الجمعية الجنوبية، حيث أسفرت عن إسقاط الدولة الجنوبية ومؤسساتها، وفرض واقع سياسي وعسكري جديد، ألغى وجود الجنوب كوطن وهوية. ولم يقتصر الأمر على الاجتياح العسكري، بل طال التغيير الهيكلي في التعليم والإدارة، وتعرض آلاف الكوادر الجنوبية للإقصاء والتهميش، في ما يعتبره كثيرون "حرب اجتثاث" مكتملة الأركان.

طمس ممنهج للهوية

بعد الحرب، شرعت سلطات الأمر الواقع في الشمال بتغيير معالم الجنوب، بدءًا من أسماء الشوارع والمدارس والمعسكرات، وصولًا إلى محاولة طمس الإرث الثقافي والثوري للدولة الجنوبية السابقة. وقد اعتُبر هذا التوجه جزءًا من سياسة إحلال شاملة استهدفت الإنسان والتاريخ والهوية الجنوبية.

نهاية الوحدة.. وبداية ثورة

يرى الجنوبيون أن السابع من يوليو شكّل لحظة فارقة، انتهت فيها فعليًا "الوحدة اليمنية" التي وُقعت عام 1990، وبدأ معها مسار جديد من النضال الشعبي لاستعادة الدولة الجنوبية. ورغم القمع، لم يستسلم الجنوبيون، بل حولوا ذكرى الاجتياح إلى منصة للمطالبة بالحرية وتقرير المصير.

الاحتلال مستمر.. ولكن الجنوب أيضًا مستمر

رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود، لا تزال التحديات قائمة، في ظل ما يصفه الجنوبيون بمحاولات "الغزو الجديد" من قبل قوى شمالية، تسعى لإعادة فرض سيطرتها على الجنوب تحت مبررات سياسية. وفي كل ذكرى، يؤكد الشارع الجنوبي رفضه القاطع لأي عودة للوضع السابق، ويجدد مطالبته بدولة مستقلة ذات سيادة، مستندًا إلى إرادة شعبية واسعة وقوة عسكرية منظمة.

دعوة للمجتمع الدولي: الجنوب شريك في الاستقرار

في هذه الذكرى، يجدد المجلس الانتقالي الجنوبي وأنصاره مناشدتهم للمجتمع الدولي والدول العربية الشقيقة، لدعم مطالب الجنوبيين في استعادة دولتهم، مشيرين إلى أن الجنوب قادر على لعب دور محوري في حماية الممرات المائية الدولية كمضيق باب المندب، والتصدي للإرهاب، وضمان أمن المنطقة.

تحول من الدفاع إلى السيطرة

في الذكرى 31، أطلق ناشطون جنوبيون حملة إلكترونية واسعة تحت وسم #يوم_الاحتلال_اليمني_للجنوب، مستذكرين الجرائم والانتهاكات التي رافقت الاجتياح، مؤكدين أن الجنوب انتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة فرض السيطرة والقرار السياسي والعسكري على الأرض.
وأكد النشطاء أن حرب 1994 لم تكن صراعًا سياسيًا فحسب، بل كانت غزواً ممنهجًا لإنهاء حلم شعب الجنوب في إقامة دولته، عبر وسائل القمع والنهب والإقصاء والتكفير، مشيرين إلى أن الجنوب اليوم أكثر وعيًا وصلابة من أي وقت مضى.

نضال مستمر.. وإرادة لا تنكسر

ويجمع ناشطون وسياسيون جنوبيون على أن السابع من يوليو لن يُنسى، بل يرسخ في الذاكرة كرمز للنضال، وأن إرادة الشعب الجنوبي لم تنكسر رغم التضحيات. وقال الناشط وهيب سعادي إن "هذا اليوم لم يكن محطة عابرة، بل بداية لمرحلة كفاح طويلة أفضت إلى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي".
من جانبه، شدد المحامي علي العولقي على أن ما تُسمى بـ"الوحدة اليمنية" تحولت إلى ذريعة للغزو، تحركت باسمها القوى الدينية والعسكرية، وتورطت فيها جماعات أيديولوجية قدمت الحرب باعتبارها "جهادًا" ضد الجنوب.

أصوات الجنوب: لا تراجع عن استعادة الدولة

الناشط صلاح العفيري وصف مدافع 94 بأنها "تحمل شعارات الوحدة وتوجه نيرانها إلى صدور الجنوبيين"، فيما تساءل الناشط سعيد ضمداد: "أي وحدة تلك التي يُطرد فيها جيش ويُقصى شعب ويُدمر وطن؟"، مؤكدًا أن ما جرى عام 1994 لم يكن سوى احتلال غاشم.
بدوره، أكد الناشط عبد السلام بن بدر أن الجنوبيين ماضون بثبات نحو استعادة دولتهم ضمن حدود ما قبل 21 مايو 1990، مشددًا أن هذه الذكرى تعزز عزمهم على المضي في مسار الحرية والاستقلال.

الجنوب لا ينسى.. ولا يتراجع

تبقى ذكرى 7 يوليو محفورة في ذاكرة الجنوب، لا بوصفها هزيمة، بل كنقطة انطلاق لثورة مستمرة. وبعد 31 عامًا، يؤكد الجنوبيون أن مشروعهم لم ولن يسقط بالتقادم، وأنهم مستمرون في كفاحهم حتى استعادة الدولة كاملة السيادة، وفق حدود ما قبل الوحدة، وبشراكة إقليمية ودولية تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.
 

متعلقات
في دراسة علمية مثيرة .. عالم الفلك حسان المطري يكشف عن انعكاس وشيك في دوران الأرض
مياه الصرف الصحي تُحاصر منازل  حي عبدالقوي  والأهالي يناشدون
ترامب يعتبر إنهاء الحرب في غزة أولوية "قصوى"
بريطانيا تكشف عن إصابة وفقدان 4 من طاقم السفينة "ماجيك سيز " قبالة الحديدة
تصريحات رئيس الوزراء تكشف إفلاس الدولة وتثير تساؤلات حول أداء الحكومة