اليوم اطلعنا على قرارات هامة أصدرها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهي قرارات جاءت في وقت حساس وحاسم، وتهدف أولاً وأخيراً إلى مصلحة الجنوب وأبنائه. هذه القرارات لم تكن عابرة، بل تحمل دلالات سياسية عميقة تؤكد أن القيادة تسير بخطوات مدروسة نحو تحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي في الحرية والاستقلال وبناء دولته العادلة.
وهنا يأتي دور الإعلام الجنوبي، الذي نعتبره سلاحاً لا يقل أهمية عن البندقية. فالإعلام هو الذي يصنع الوعي، ويعزز الثقة، ويشرح للناس حقيقة هذه القرارات وأبعادها المستقبلية. علينا أن نرتقي بخطابنا الإعلامي، وأن يكون صوتنا واحداً خلف قيادتنا، بعيداً عن التناحر الإعلامي أو المهاترات التي لا تخدم سوى أعداء الجنوب.
القضية الجنوبية أكبر من الأشخاص والمناصب، وأعظم من أي خلافات جانبية. قضيتنا هي قضية شعب قدّم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، قضية وطن مسلوب منذ عقود يسعى اليوم بكل قوة لاستعادة حقه وهويته وسيادته. ولهذا يجب أن نتمسك أكثر من أي وقت مضى بالثوابت الجنوبية، وأن نكون سنداً قوياً للقيادة الشرعية للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالقائد عيدروس الزُبيدي.
كما أن المرحلة التي نعيشها تتطلب وحدة صف جنوبي حقيقية، وأن نبتعد عن أسلوب التطبيل الأعمى أو المزايدات الفارغة. النقد البنّاء مطلوب، لكن ضمن إطار الاحترام والمسؤولية، وبما يعزز وحدة الصف لا بما يشتته. معاركنا الحقيقية ليست مع بعضنا البعض، بل مع القوى التي لا تزال تحلم بالسيطرة على الجنوب ونهب ثرواته وقمع تطلعات شعبه.
وعليه، فإن كل صوت جنوبي حر، سواء في الداخل أو الخارج، يجب أن يتحول إلى طاقة إيجابية تخدم المشروع الوطني الجنوبي. فلا وقت لدينا لنضيعه في معارك جانبية، ولا مجال للانجرار وراء من يحاولون تشويه صورة القيادة أو بث الفتنة بين أبناء الجنوب.
إن القرارات التي أصدرها الرئيس الزُبيدي اليوم، ليست إلا بداية لمرحلة جديدة عنوانها: ترتيب البيت الجنوبي من الداخل، وتعزيز المؤسسات، والسير بخطى ثابتة نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
فلنلتف جميعاً حول قيادتنا، ولنجعل إعلامنا منبراً للوعي والوطنية، لا منبراً للتشويش والفرقة. الجنوب يستحق منا الكثير، وأقل ما نقدمه له هو الإخلاص والوفاء، والسير خلف القيادة التي اختارها الشعب بإرادته الحرة.
الجنوب قادم… ودولتنا ستعود
