مستشفى عبود العسكري.. من أطلال مهدمة إلى مدينة طبية متكاملة
الأمناء نت / كتب / رشدي العمري

لم يكن مستشفى عبود العسكري في العاصمة عدن قبل أعوام سوى مبان مهدمة وساحات مهملة، تعرضت للتدمير الممنهج والإهمال الطويل كما هو حال كثير من المرافق في الجنوب خلال عقود مضت، لكن هذا الصرح الصحي الجنوبي استطاع، خلال السنوات الخمس الأخيرة، أن ينهض من تحت الركام ليصبح اليوم أشبه بمدينة طبية متكاملة تخدم القوات المسلحة الجنوبية والأمن وعائلاتهم، وتفتح أبوابها أمام المواطنين في عدن وبقية المحافظات.

خلال زيارتي اليوم للمستشفى، أدهشني ما شاهدت من تطور ملحوظ في البنية التحتية والخدمات المقدمة على مدار الساعة، وفي اللحظة ذاتها عادت بي الذاكرة إلى العام 2020م، حين رافقت الدكتور عارف الداعري – وكان يشغل آنذاك منصب مدير الدائرة الصحية لقوات الدعم والإسناد والحزام الأمني – في أول جولة داخل المستشفى، يومها كانت المباني متصدعة، والأقسام شبه متوقفة، وساحات المستشفى تعج بالأتربة، لكن حديث الدكتور الداعري كشف عن رؤية واضحة وعزيمة صلبة لإعادة إحياء هذا الصرح وإعادته إلى مكانته اللائقة.

انطلقت أعمال الترميم من مبنى مدرسة الجندوح،والتي اصبحت اليوم تخرج العشرات من الكودار الطبية ترفد فيهم المعسكرات والالوية، لتشمل بعدها عددا من البنايات والأقسام الطبية، وبفضل الإدارة الحكيمة والجهود الدؤوبة تحققت نقلة نوعية تمثلت في:افتتاح قسم الرقود بسعة 100 سرير مجهز وفق أحدث المواصفات، بدعم من مدير المؤسسة الاقتصادية السابق أنور العمري، ودشنه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي خلال الاسبوع الماضي.
إنشاء مركز متكامل للقلب وتطوير مركز الغسيل الكلوي.
افتتاح أقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة.
استقطاب نخبة من الأطباء الأخصائيين والاستشاريين، بينهم استشاري أمراض عيون من الجنسية السورية.
رفد المستشفى بأجهزة طبية حديثة وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات،
إنشاء عيادات تخصصية متعددة.

كما يجري التحضير لافتتاح قسم الحروق كأول قسم من نوعه في عدن، إضافة إلى قسم زراعة الكلى والأسنان. وبالتوازي، عملت دائرة الخدمات الطبية على إنشاء مركز الجودة الطبية ومستودعات ضخمة للأدوية، إلى جانب تأهيل البنية التحتية وسفلتة الساحات.

كما تم انشاء بنك للدم، وتجهيز مختبرات باجهزة حديثة متطورة، 
كل هذه المنجزات تحققت في فترة وجيزة لا تتجاوز خمس سنوات، في وقت تعاني فيه أغلب المؤسسات الصحية الأخرى من عجز وإهمال  وقد برزت جهود الدكتور الداعري وفريقه الإداري والطبي والتمريضي كقصة نجاح جنوبية مشرفة، جسدت معنى الإرادة والإدارة الحكيمة رغم محدودية الدعم.

ولم يقتصر دور الدكتور عارف الداعري على تطوير المستشفى وخدماته الطبية فقط، بل امتد إلى إدارة ملف الجرحى الشائك والمعقد،فقد رافقته في عدة نزولات ميدانية إلى الضالع ويافع وغيرها، حيث أشرف على لجان متخصصة لفحص وفرز ملفات الجرحى، ووضع آليات عمل موحدة أنهت كثيرا من الفوضى السابقة وأعادت الانضباط لهذا القطاع.

اليوم يقف مستشفى عبود العسكري شاهدا على أن الإرادة قادرة على صناعة المستحيل، وأن الإدارة الرشيدة وحدها كفيلة بتحويل الحلم إلى واقع، وما تحقق من إنجازات يحسب للدكتور عارف الداعري الذي أثبت أنه رجل دولة من الطراز الرفيع، حمل على عاتقه مسؤولية جسيمة ونجح في إعادة الاعتبار للخدمات الطبية العسكرية الجنوبية كما كانت في زمن الدولة الجنوبية.

متعلقات
أسواق تعز تغرق بمواد مسرطنة تُباع علنًا على الأرصفة والأحياء الفقيرة تتحول إلى مقابر صامتة للفقراء
مستشفى عبود العسكري.. من أطلال مهدمة إلى مدينة طبية متكاملة
تنفيذية انتقالي بيحان تناقش مستجدات الأوضاع السياسة والاقتصادية بالمديرية
تقرير: قيادات إخوانية بارزة تدعو عبر قناة 24 الإسرائيلية إلى «تطبيع» وتنسيق عسكري مع تل أبيب ضد الحوثيين
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء السبت بالعاصمة عدن