ناصر الوليدي
بركات القدر

 

كان الأستاذ (.......) مديرا لمدرسة في منطقة (.... ) بمحافظة (......) لسنوات طويلة وهذا الأستاذ ولد هو وأبوه وجده في هذه المنطقة مع أنه من جهة النسب ليس منهم بل هو من قبيلة أخرى فهو في نظام القبيلة يعتبر(ربيع)  حصلت بينه وبين بعض المدرسين إشكالات ادارية بسبب تقصيرهم في العمل فقاموا بتحريض الناس عليه وجمع توقيعات من الأهالي تطالب بإقالته من الإدارة، وبحكم أنه ربيع لم يجد من يناصره أو يقف بجانبه، وهكذا استطاع هؤلاء المدرسون أن يبعدوه من الإدارة ويعينوا أحدهم مديرا للمدرسة. 
شعر الرجل بالظلم والقهر ولم يجد من ينصفه وشعر أن هناك جرحا لكرامته وتنكرا لتاريخه التربوي فقرر مغادرة المنطقة وبيع بيته، فحاول بعض أهل المنطقة أن يثنوه عن ذلك ولكنه قرار كرامة لا رجعة فيه  وكانت زوجته متخوفة من هذا القرار، فالراتب بالكاد يكفيهم وهم في القرية فكيف سيكفيهم في مدينة عدن التي قرر الإقامة فيها وهي تحتاج إيجار ومصاريف إضافية؟ 
فكان يقول لزوجته : لن أقيم في هذه المنطقة ولو عشنا على الروتي والماء. 
وباع البيت وغادر إلى عدن. 
وفي الممدارة استأجر بيتا شعبيا ووجد عملا في بقالة قريبة من البيت.
 وبحكم خبرته الإدارية وأمانته وعلاقاته استطاع في فترة وجيزة أن ينهض بالبقالة مما دفع صاحبها حتى يحافظ عليه أن يجعله شريكا بنسبة 20 % في الربح وهذا دفعه للاجتهاد أكثر في تطويرها، ومع مرور الوقت تحولت البقالة إلى سوبر ماركت وإن كان صغيرا، وهكذا بعد عدة سنوات استطاع أن يشتري السوبر ويستعين بموظف آخر ويوسع العمل حتى فتح سوبر آخر ثم اشترى أرضية وبنى بيتا يتكون من دورين وبعد مدة اشترى بوكلين في مدينة الطائف السعودية وأجره لشاب يمني مهاجر ثم اشترى الثاني،
 ومازال في تطور وتوسع مستمر.
 
قال له صديقي(.....) بالله يا أستاذ لو أعتذر لك أهل المنطقة كلهم هل ستعود مديرا للمدرسة؟ 
قال : والله لو يعينوني مامورا للمديرية ما رجعت، ومع هذا أنا أسامحهم وأشكرهم فلولا مضايقتهم لي لكنت إلى الآن مديرا لتلك المدرسة بين الفقر والجبال.

 

مقالات أخرى

قبل تنتقد او تعترض فكر معي بعقلية وطنية؟ 

علي الزامكي

في ذكراها السادسة عشرة.. مجزرة زنجبار تتجدد في ذاكرة الجنوبيين

غازي العلوي

الالتفاف على قضية وسط اليمن (التأريخ يعيد نفسه)

محمد عبدالله القادري

إنقاذ الرئاسي بالتعديل والتغيير لمنع إنهياره

صالح شائف