محمد عبدالله القادري
الالتفاف على قضية وسط اليمن (التأريخ يعيد نفسه)

في  التسعينات قام العديد من أبناء وسط اليمن في تشكيل جمعية خاصة بالوسط.
حينها قام قيادات الثلاثة الأطراف المتقاسمة الحكم ، صالح والإخوان والهاشمية السياسية بتشكيل جمعية أسموها جمعية اللواء الاخضر ، وجعلوا ناجي الرويشان رئيساً لها.
كان العمل ضد قضية الوسط يقوم به الثلاثة الأطراف لأنها لم تتوسع ليكون لها أجنحة داخل الأطراف الأخرى كالقومية.

بدأنا نحن في إعلان حراك وسط اليمن قبل أقل من عام.
كان العمل متوجه من قبل أطراف الهضبة الزيدية ضد الحراك بخطوة إنشاء إتحاد المغتربين أبناء إب في امريكا.
ثم تلاه إعلان ما يسمى بالمجلس الوطني للمناطق الوسطى.

 كان طارق صالح قد اتجه نحو إستنساخ حراك وسط اليمن لينشئ مكون يحمل نفس الإسم.
ولكن أنعدل الأمر ليتم الإعلان عن مجلس وطني هو في الأساس شكلي.
الهدف إستمرار سيطرة أطراف الهضبة على مناطق الشوافع وإستخدام تلك المناطق ضد الجنوب.

تحييد الجنوب: بعد ان يأست أطراف الهضبة من بقاء أي سيطرة لها في الجنوب.
اتجهت لسياسة تحييد الجنوب عن مساندة الوسط.
سيطرتها على الوسط تعطيها فرصة النفوذ والإستمرار على جزء كبير من مناطق الشوافع ويمكنها من العودة للسيطرة على الجنوب مرة أخرى.
لأن اليمن مناطقياً ثلاثة أطراف شمال ويضم الهضبة الزيدية.
وسط ويضم تهامة ومناطق الشوافع في إب وتعز والبيضاء ومأرب والجوف.
الجنوب ويضم مناطق دولة الجنوب ما قبل الوحدة.
إذا اتحد طرفان ضد الثالث سينهزم الثالث مهما كانت قوته.
بقاء الهضبة الزيدية مسيطرة على الوسط سيمكنها من العودة للسيطرة على الجنوب.

 العمل على إدخال تعز في صراع مع الجميع.
إدخالها في صراع مع الجنوب وصراع مع تهامة وصراع مع إب الشافعية وغيرها من مناطق الشوافع.
جعل أبناء تعز متعصبون مع أنفسهم فقط غير محتووين لبقية المناطق الشافعية وواقفون معها ، وإستخدامهم ضدها ، وتقاسم تعز وكل مناطق الشوافغ بين أطراف الهضبة كما هو الوضع حالياً ، بين الإخوان وصالح والحوثي.

تبادل ادوار:
إظهار أن هناك خلافات بين طارق وأحمد.
طارق يتقارب مع الجنوب ومنحهم قليل من الوهم أنه قد يؤبدهم في حالة الموافقة على إنفصال الجنوب مقابل دعم الجنوب له ليسيطر على الشمال.
احمد يظهر متشدداً مع الوحدة ويتجه نحو أن يكون طرف لوحده لديه قوة عسكرية خاصة به ويسيطر على جزء كبير من الوسط ومحاولة أن يكون له قدم في الجنوب ، شبوة مثلاً.
طارق يسيطر على تهامة وتعز عسكرياً.
احمد يسيطر على إب والبيضاء ومعها جزء من الضالع مستخدماً أطراف أخرى عبر ما يسمى بمجلس المناطق الوسطى.

مثل تبادل الأدوار بين طارق واحمد ، يفعل ذلك آل الأحمر.
إظهار أن هناك خلاف عسكري بين هاشم الأحمر والجناح العسكري لعلي محسن الأحمر.
وفي النهاية يصل الأمر التقاسم والإستحواذ وتوسع السيطرة على قوات أخرى.
دعم هاشم بإنشاء قوات أخرى لتحقيق نجاح عسكري  جديد ، هو إيجاد قوة تابعة الهضبة وآل الأحمر بجانب الجيش الوطني الذي هو في الأصل تابع لعلي محسن المسؤول العسكري لجماعة الإخوان في الشرق الأوسط.

كما أنه أيضاً هناك تبادل ادوار بين الجناح السياسي لحزب الإصلاح والجناح الديني.
الجناح السياسي يظهر أنه متقارب مع الاطراف الأخرى داخلياً كالإنتقالي وغيره وخارجياً كقطر وتركيا.
والجناح الديني يظهر أنه ضد الأطراف المتقارب معها الجناح السياسي ومتقارب مع أطراف خارجية أخرى كالمملكة.

إستخدام خبان الزيدية:
تاريخياً خطة الهضبة الزيدية   والإحتلالات الخارجية قبل الإسلام وبعده أن تستخدم هذه المنطقة ضد مناطق الشوافع الجنوب وتهامة وإب والبيضاء وتحييد تعز عبر طريقة إشراك ابناءها في مناصب هامة أو تركها لإحتلال خارجي آخر.
قبل الإسلام عند الصراع  كان الأجداد يمتدون من مناطق الشوافغ إلى مناطق خبان   وينقلون العاصمة لظفار ويحكمون العالم  ، أي هذه المناطق تصبح تابعة لمناطق الشوافع وإمتداداً منها .
 ثم تاتي الإحتلال الخارجية وتخرج أجدادنا من ظفار وتحل في هذه المناطق وتستخدمها للهجوم ضد مناطقنا ثم ينقلون العاصمة صنعاء  ، مثلما فعل الإحتلال الحبشي الأول والإيليين والفرس.
الأمثلة التاريخية كثيرة بعد الإسلام.
من ضمنها ثورة الفقيه سعيد التي كانت المعركة فيها بأعالي جبل سمارة في ساحة قريبة من قرية الدرب.
وقف أهل هذه المناطق مع الزيود الإمامية بالإضافة للخيانة العسكرية التي قام بها النقيب ابو حليقة التي زرعته الإمامة في إب وجاءت به من الهضبة ، وأظهر أنه مع الشوافع وجيش الفقيه سعيد ، وعند المعركة طعنهم من الظهر.

في عهد الإمام يحيى عندما انفجرت ثورة ضده من حبيش كان هناك تجاوباً من دمت وقعطبة وتعز وتهامة.
قام الإمام يحيى  مستخدماً فيه أبناء تلك المناطق ليشن هجوم على دمت وقعطبة والجنوب وحبيش وتهامة.

كانت الإمامة تجعل العمال أو الولاة على إب إما من خبان أو الهضبة الزيدية.
كما هو حال الحوثي اليوم.

بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عملت الهضبة على إبراز الثوار من هذه المناطق وجعلهم قيادات على مناطق الشوافع وتصفية القيادات الثورية التي من إب وتعز والبيضاء.
الثائر الوحيد من خبان هو علي عبدالمغني وقد تم تصفيته وزجه بمواجهات أخرى.
بقية القيادات هم عبارة عن حشو.
تم تصفية عبدالرقيب عبدالوهاب وطرد عبدالرحمن البيضاني.
تم تهميش من فجروا عدة ثورات ضد الإمامة  من مناطق الشوافع وجعلوا التسلط للأسر الإمامية.
ثورة حبيش والزرانيق عام 1920.

في ثورة 48 كان الابرز فيها محمد سري شايع من إب والقردعي من مأرب.
في ثورة 26 سبتمبر كان جنودها من مناطق الشوافع.
الصباحي من إب الذي قاد المواجهات إلى صعدة واستشهد هناك تم تهميش تاريخه نهائياً ومن امثلته كثير.

حسين مكي من تهامة  تم تعيينه رئيساً للوزراء فاعترضت الهضبة على الإرياني وقالوا له سنان أبو لحوم  نحن لا نريد رئيس وزراء شافعي.

في عهد الرئيس السابق صالح كانت هناك سياسة ثلاثية للإخوان وصالح والهاشمية السياسية التي مؤسسها من هذه المناطق لإستخدام هذه المناطق ضد المناطق الشافعية.
كانوا يمنحون بعض مناصب هامة لتعز وجعلها بمعزل عن المناطق الشافعية ، ويجعلون مناطق خبان تتسلط على إب الشافعية  والبيضاء وتهامة.
في عهد صالح جعل من هذه المنطقة سبعة وزراء وجعل واحد من السبرة إب الشافعية ثم اقاله.
جعل هذه المناطق تتبوأ ثمانية عشر منصب قيادي عسكري  في الحديدة.
بعد ما يسمى بثورة الشباب مضى حزب الإصلاح بنفس التوجه وجعل مدير أمن الحديدة من هذه المناطق.
كان من يتقلدون أغلب مدراء العموم في إب ، إما مؤتمربون من خبان أو إصلاحيون من خبان ، أو هاشميون من خبان من آل الشامي والسقاف.
طيلة عهود الإمامة لم تجعل الإمامة عاملاً على إب من إب الشافعية.
ومن بعد ثورة ستة وعشرين سبتمبر حتى لم يجعلوا أحد من إب الشافعية محافظ في أي محافظة إلا إذا كانت أصولهم تعود للهضبة ، وبعد تعيين محافظ كل محافظة من داخلها لم يجعلوا أحد من إب الشافعية محافظاً لها.
جعلوا الحجري من خبان الرضمة بعهد صالح.
ثم الارياني من خبان بعهد هادي.
ثم عبدالواحد صلاح بعهد الحوثي.
 
رؤساء الأحزاب في إب كلها من خبان.
المؤتمر من خبان.
الإصلاح من الرضمة خبان.
والإشتراكي كذلك مع إحترامي له.
واما الناصري فرئيسه هاشمي.

عند انطلاق المقاومة.
جعلوا قائد المقاومة من إب ممثل الإخوان.
وممثل المؤتمر من خبان.

على مستوى الجمهورية تجد أن الحزب الإشتراكي دعم الأسر التي تعود أصولها للهضبة وهمش العناصر التي أصولها من مناطق الشوافع.

في أحداث المناطق الوسطى في السبعينات قام الحزب الإشتراكي في  الجنوب بخذلان الذين ناصروا الجبهة بمناطق الشوافع وتنكر لدورهم ومسح تاريخهم تماماً.
فقط دعم الذين في خبان وفي برط من ذو محمد والذين فشلوا وتقاعسوا وتعاونوا مع الزيود بعدها.

واجه القفر الاسفل ولازال المثل يضرب اليوم بقائد اسمه الوجرة والذي بعد القبض عليه تم أخذه إلى صنعاء ثم عادوا به إلى إب ورموا  به من فوق الطايرة الحربية المروحية.
وصلت الجبهة لمنطقة المخادر وتحركت في تهامة وريمة وغيرها.
تتكون خبان الزيدية بالإضافة للقفر الأعلى  من عشر دوائر إنتخابية.
نيابياً ومحلياً لم يفوز الحزب الإشتراكي في أي دائرة نيابية أو مجلس محلي.
لكنه في إب الشافعية فاز في دائرتان انتخابية في إنتخابات 93 و97.

اليوم أصبحت تلك الأحزاب اليسارية ادوات بيد أطراف الهضبة الثلاثة ، الإخوان وصالح والحوثي.
الكوادر المخلصة والنظيفة في هذه الأحزاب مهمشة من قبل الهضبة ومن قيادة حزبها التابعة للهضبة أيضاً.

في أحداث السبعينات وجدت اطراف الهضبة فرصة لإستمالة مناطق الشوافع بحجة أن تلك الجبهة شوعية ، وهو السبب الذي أفشل الجبهة وجعل ابناء الوسط لم يتقاربون مع الجنوب.


أبناء مناطق الشوافع يجب اليوم أن ينظروا لقضيتهم من منظر مستقل ، ويواجهوا بقوة أي مشروع  يحاول أن يجعلنا ادوات بيد الهضبة الزيدية واطرافها.
فنحن نريد التحرير من الإحتلال الإيراني الذي جاءت به اطراف الهضبة وبطريقة لا تجعلنا نعود تحت تسلط الهضبة الزيدية وأطرافها.
وهذا أمر سنناضل من اجله ما حيينا وسننتصر حتماً ، فقضيتنا عادلة والقضايا العادلة منتصرة لا محالة.

مقالات أخرى

قبل تنتقد او تعترض فكر معي بعقلية وطنية؟ 

علي الزامكي

في ذكراها السادسة عشرة.. مجزرة زنجبار تتجدد في ذاكرة الجنوبيين

غازي العلوي

الالتفاف على قضية وسط اليمن (التأريخ يعيد نفسه)

محمد عبدالله القادري

إنقاذ الرئاسي بالتعديل والتغيير لمنع إنهياره

صالح شائف