ماهر عبدالحكيم الحالمي
فريسة للاكتئاب ..!

 إنّهُ انعدام تصور الشعور بالسعادة مرة اخرى ..

غياب الأمل كلياً، برود ولامبالاة غير منطقيين يهمشان كل الدوافع للحياة ..!
هو رؤية الأشياء بلون واحد ..تتشابه به الأسماء والأحلام والأصدقاء .. وتتساوى الامكنة والاوقات ..!
هو عدم قدرتك على التمييز بين أصوات الفرح وأبواق العزاء.
بين تناثرك في الحرب وحاجتك للسلام .. يبقيك كالعدم بلا وزن .. أو أقل .. وكأن الحياة توقفت عن النبض ..! يبقيك وحيداً، وبعيداً ..كلوحة سوداء لا يكترث لها أحد.
مخترقة من أحدى زواياها برصاصة، متكئة على نصف حائط .. !
كغصن مكسور ليس بوسعه أن يحمل ثماراً، كورقة اقتلعتها الرياح، ولم يعد بإمكانها أن تخضر من جديد
متعباً، رازحاً تحت اعباءك واعباء الاخرين، لاهثاً قبل ان تركض ..
تكتئب من كل شيء ومن لا شيء .. تفقد قدرتك على ان تكون انساناً رائعاً .. في حين كونك حطام ..تعجز عن جعلك شيئاً واحدا تعرفه .. بينما يحولك إلى مليون شيء لا تعرفه.
إنّهُ مختلفٌ كلياً عن شعور الحزن ..
إنّهُ كسرطان يلتهمك شيئاً فشيئاً ..
وأنت تسامره بعينين مفتوحتين، ببقايا قلب ..
و بعقل مهترئ  لم تعد تنفع معه الجرعات المؤقتة التي تقتل السليم والخبيث ..
لا شيء معك، وحدك في مواجهة الاكتئاب، أنت واحساسك المقيت .. تحاول مراراً الخروج من دائرته، إلا إنّهُ احيانا يتعمد أن يزورك بكثرة .. وكانه يرغب في ان يستهلكك حتى النهاية .. فتجد نفسك مستسلماً لاية ضربة.
وعلى اتم الاستعداد ..لتلك النهاية المرجوة ..
لتسقط أنت واسمك وذاكرتك وحطامك، إذا قيل عنك في الجرائد بعد اسبوع من إيجاد جثمانك.

#ماهر_الحالمي#

مقالات أخرى

في ذكراها السادسة عشرة.. مجزرة زنجبار تتجدد في ذاكرة الجنوبيين

غازي العلوي

الالتفاف على قضية وسط اليمن (التأريخ يعيد نفسه)

محمد عبدالله القادري

إنقاذ الرئاسي بالتعديل والتغيير لمنع إنهياره

صالح شائف

تحديات حفظ الأدوية في عدن

بسام احمد عبدالله